هل تعلم من هو النبى أرميا وما قصته مع نبوخذ نصر و البيت المقدس
.
السلام عليكم
ها تعلم من هو النبى أرميا و ما قصته مع بيت المقدس و نبوخذ نصر وبنى إسرائيل.
من الانبياء المشهورين عند اليهود والنصارى هو النبى أرميا فمن هو ؟ وما قصته ؟ وهل ذُكر فى القرءان الكريم أو السنة النبوية الصحيحة ؟ وهل أرميا نبى من أنبياء الله يجب علينا الايمان به ؟
الايمان بأنبياء الله و رسله عليهم السلام أصل من أصول الايمان ولا يتم إيمان العبد إلا بالايمان برسل الله جميعاً قال تعالى :- آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتهِ وَكُتِبهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ .
وقال تعالى :- وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكْ .
ونؤمن بهم جميعاً إجمالاً فيما أجمل و تفصيلا فيما فصل. قال الشيخ حافظ حكمى رحمه الله: الايمان برسل الله عز وجل متلازم، من كفر بواحد منهم فقد كفر بالله تعالى وبجميع الرسل عليهم السلام .
وقد قص الله علينا من انباءهم ونبأنا من أخبارهم ما فيه كفاية وعبرة وموعظة إجمالاً وتفصيلاً ثم قال :- وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكْ وَكَلَّمَ اللهَ مُوسَى تَكْلِيماً. ونؤمن بجميعهم تفصيلاً فيما فصل و إجمالاً فيما أجمل.
قصة النبى أرميا ونبوخذ نصر :
قال علماء التاريخ وأخبار الامة كما جاء فى تاريخ الطبرى والبداية والنهاية أن الله أوحى إلى أرميا عليه السلام حين ظهرت فى بنى إسرائيل المعاصى وعظمت فيهم الاحداث وقتلوا الانبياء أن أذهب إليهم وعظهم وذكرهم بنعم الله عليهم وعرفهم بأحداثهم وخوفهم بطش ربك فى موعظة طويلة بليغة وأرميا كما قال الحافظ بن عساكر :-أرميا بن حلقيا من سبط لاوى بن يعقوب من أبناء بنى اسرائيل. وقال ابن كثير رحمه الله :- وأرميا بن حلقيا من سبط لاوى ابن يعقوب وقد قيل أنه الخضر.
رواه الضحاك عن ابن عباس وهو غريب وليس صحيح.
قالوا لما بلغهم أرميا رسالة ربهم وسمعوا ما فيها من الوعيد والعذاب عصوه وكذبوه واتهموه وقالوا كذبت وعظمت على الله الْفِرْيَة، فتزعم أن الله معطل أرضه ومساجده من كتابه وعبادته وتوحيده، فمن يعبده حين لا يبقى له فى الارض عابد ولا مسجد ولا كتاب ؟ لقد أعظمت الفرية على الله واعتراك الجنون فأخذوه وقيدوه وسجنوه.
فعند ذلك بعث الله عليهم بُخت نَصَّر أو نبوخذ نصر وأقبل يسير بجنوده حتى نزل بساحتهم ثم حاصرهم فكان كما قال الله تعالى :- وَجَاسُوا خِلالَ الدِّيار. فلما طال بهم الحسر نزلوا على حكمه ففتحوا الابواب وتخللوا الاذقة وحكم فيهم حكم الجاهلية وبطش الجبارين فقتل ثلثهم وترك الشيوخ و العجائز ثم واطئهم بالخيل وهدم بيت المقدس وساق الصبيان وقتل المقاتلة وخرب الحصون وهدم المساجد وحرق التوراة.
حديث أرميا وبخت نصر :
ولما فعل ما فعل قيل له كان لهم صاحب يحذرهم ما أصابهم ويصفك وخبرك لهم ويخبرهم أنك تقتل مقاتلتهم وتهدم مساجدهم وتحرق كنائسهم فكذبوه واتهموه وضربوه وقيدوه وحبسوه . فأمر بخت نصر فأخرج أرميا من السجن فقال له: أكنت تحذر هؤلاء القوم ما أصابهم؟
قال: نعم.
قال : فإنى علمت ذلك.
فقال : أرسلنى الله إليهم فكذبونى .
قال : كذبوك وضربوك وسجنوك ؟
قال : نعم
قال : كذبوك وضربوك وسجنوك ؟
قال : نعم
قال : بئس القوم قوم كذبوا نبيهم وكذبوا رسالة ربهم، فهل لك أن تلحق بى فأكرمك وأواسيك وإن أحببت أن تقيم فى بلادك فقد آمنتك ؟
فقال له أرميا : انى لم أزل فى أمان الله منذ كنت، لم أخرج منه ساعة قط ولو أن بنى إسرائيل لم يخرجوا منه لم يخافوك ولا غيرك ولم يكن لك عليهم سلطان. فلما سمع بخت نصر هذا القول منه تركه فأقام أرميا مكانه بأرض إيلياء .
حكم الايمان بأرميا :
ومن الواجب التنبيه عليه أنه لم يرد فى القرءان الكريم ولا فى السنة النبوية ذكر اسم أرميا ولا إثبات أنه من الانبياء وإنما هو شئ ذكره المؤرخون ومثل هذا لا يلزمنا تصديقه لاحتمال أنه من أكاذيب أهل الكتاب ولا يجوز لنا تكذيبه لاحتمال أنه نبى حقا بل نتوقف فى شأنه.
وقد روى البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية و يفسرونها لأهل الاسلام بالعربية.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون.
رواه ابن أبى حاتم فى تفسيره.
غير أنه ذكر آخر الحديث آيه أخرى فقال : وقولوا آمنا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون.
قال الحافظ بن حجر فى فتح البارى : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم.
أى إذا كان ما يخبرونكم به محتملاً لأن لا يكون فى نفس الامر صدقاً فتكذبوه أو كذباً فتصدقوه فتقعوا فى الحرج
هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تعليقات
إرسال تعليق